أعلمي يا رغد ايتها الساقطة في قعر براميل النفايات في الاردن
لم يكن أباك أسدا يا رغد بل كان اجبن وأتفه وأكثر الناس جوعا وحبا في العيش والدنيا , وأباك كانت الحسرة والخوف تترقرقان في عينيه على ُملك زال ونرجسية ُلطخت بوحل الذل الهزيمة وقدسية فارغة رسمها لنفسه وفي غفلة من الزمن العادل وجد نفسه عاريا بملابس داخلية رآها كل العالم تحكي قصة إذلال الله للطغاة وتغير الأحوال وإحالة النكرات إلى زوال, وحسرته أيضا انه لم يصدق انه في يوم من الأيام سيكون بهذا الموقف بعد أن كان يأمر وينهي, , ويقتل وُيعذب,
أنت يا رغد تعرفين أباك جيدا وكم من المخابئ بني وشيد وكم من الحركات التمويهية والاختباء يتقن , أباك كان هو الرعب المرتعب بعينه يوم امسكوه في تلك الحفرة وهو يقول للأمريكان لا تقتلوني لا تقتلوني أنا استسلم واستسلم وهو بحال يرثى لها واستسلم ....وقبل الظهور أمام القضاء مرتعبا خائفا ويسال حراسه الأمريكان كلما أخرجوه هل سأعدم ...كان قلقا من أن يكون في موقف من المواقف التي أوقف بها ضحاياه و لم يتذكر هتلروكيف قتل نفسه بدل الذل بعد الهزيمة وكيف أنهى حياته بدل أن تهان كرامته وتسحق كما سحق أبيك كرامته بنفسه ببسطال أمريكي وعدل عراقي ومقصلة أبناء الشهداء أنشاء الله ورغم أني أفضل إبقائه حيا حتى يتعلم الطغاة منه معنى قوة الله ومعنى أن الدم البرئ حاشا لله أن يذهب هدرا من دون إذاقة رائقة ذل الدنيا وخزي الآخرة.
قمر الزمان 18كانون أول2007